تعلمنا منذ الصغر أن الإنسان كلما كبر وحصل على شهادات أعلى ازداد علماً وفَهماً وإدراكاً.. هذا عادة، أما ما يخرج عن العادة فهو من النادر، الذي لا حكم له!! وبالتالي نحن نحكم على المعتاد، الذي يفيدنا بأن الإنسان حينما يكمل دراسته العليا، ماجستير أو دكتوراه، يزداد علماً وفكراً؛ كونه أصبح من الباحثين، وذلك مؤشر إيجابي على الوعي الذي ساد المجتمع التربوي، والدليل كثرة الإقبال على الدراسات العليا في الجامعات..!
في لقاء في صحيفة المدينة، أُجري مع وزير التربية والتعليم سمو الأمير فيصل بن عبدالله، إبان زيارته لتعليم الباحة، قال: “أن المعلم في الغرب يحصل على الماجستير؛ ليطور من نفسه، بينما عندنا المعلم يحصل على الماجستير؛ كي يزيد راتبه!!”. دائماً ما يردد أهل اللغة والمثقفون والمهتمون أن لغة التعميم خاطئة!! إضافة إلى أن الوزير من أين أتى بالعلم الأكيد، وعمم بأن المعلم الغربي حصل على الماجستير ليطور مستواه؟! بينما المعلمون والمعلمات في السعودية يحصلون على درجة الماجستير كي تزيد رواتبهم؟!! وما العيب في ذلك يا سمو الوزير أن يسعى المعلمون والمعلمات للأفضل؟! فهل هذا يغضبكم أو يغضب الوزارة في شيء؟! أم أنهم يريدونهم جامدين، وباقين على درجة البكالوريوس فقط؟! وهل فات على الوزير أن الحصول على درجة وظيفية يساهم في تطوير مستوى المعلم والمعلمة؟! فزيادة الراتب تحسن من مستوى المعلم والمعلمة، وتشعرهم بالرضا؛ وبالتالي ينعكس ذلك على مستواهم بالإيجاب..! إذن، مقولة إنهم حصلوا على تلك الدرجة العلمية من أجل الزيادة المحضة تحتاج إلى دليل، إضافة إلى أن التعميم يهضم حق الكثير من المخلصين والمخلصات من المعلمين والمعلمات!!
وختاماً.. هل يعلم سمو وزير التربية أن حرص كثير من المعلمين والمعلمات وتفانيهم وإقبالهم الكبير على الحصول على الدرجة العلمية (الماجستير)، وبعضهم يكمل حتى الدكتوراه (الشهادات المعتمدة أعني، وليست المشتراة من قبل بعض العاملين في الوزارة نفسها، وبعض مسؤولي إدارات التربية، الذين ما زالوا في مناصبهم!!) من أجل الحصول على المستوى السادس؛ وبالتالي لا تقف علاواتهم السنوية حتى تقاعدهم عند بلوغ 60 سنة، بينما بقية المعلمين والمعلمات، الذين لم يحصلوا عليها، تتوقف علاواتهم عند بلوغ خدمتهم 24 سنة إلى بلوغ سن 60 عاماً؟! فهل تعلمون ذلك يا سمو الوزير؟!! وإذا علمتم ذلك فهل عملتم على حل تلك المشكلة الأزلية؟! كون المعلمين والمعلمات الوحيدين من دون موظفي الدولة يعملون دون علاوات حتى بلوغهم السن القانونية للتقاعد!! فهل بعد ذلك كله يلام المعلمون والمعلمات على حرصهم على الحصول على درجة الماجستير؟! التي حتماً ستطور من مستواهم؟! والشواهد واضحة في الميدان التربوي، ولا تحتاج إلى دليل!! نتمنى أن تكون منصفاً يا وزير التربية في حق منسوبي ومنسوبات التربية، وأود أن أذكرك بتقرير هيئة الرقابة في نهاية عام 2009 بحصول منسوبي ومنسوبات التربية في المدارس فقط على مركز متقدم في الانضباط الوظيفي.. ألا يكفيهم أن يجدوا منك إنصافاً؟!