تساءلت: أين هذه اللجان الوزارية من المدارس غير الصالحة؟
“الموشى”: “التربية” ظلمت “معلم جازان” كي تغطي مشاكلها
مكتبة طلابنا – متابعة : ترى الكاتبة الصحفية سالمة الموشي: أن “معلم جازان” صاحب “فيديو التلميذ الباكي”، تعرض لظلم كبير، وأن تشكيل اللجان واتخاذ القرارات، هو محاولة بائسة من وزارة التربية والتعليم؛ لإظهار أنها مسيطرة وقادرة على حل المشكلات، رغم العنف الذي يتعرض له الأطفال، والمدارس المتهالكة، والظلم الذي يتعرض له معلمون ومعلمات.
وفي مقالها: “معلم جازان الذي ظُلم” بصحيفة “الوطن” تقول “الموشى”: “إن الله – تعالى – حرم الظلم على نفسه، وعلى عباده، فقال الله (تعالى) في الحديث القدسي: “يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا..”.. أشد أنواع الظلم اتهام البريء، ورميه بما ليس فيه، وإثارة الشكوك حوله، وهو ما قامت به صحف ومواقع إلكترونية بخصوص معلم جازان الذي ظُلم – بضم الظاء – على حساب الإثارة الإعلامية المشوهة. بحيث كانت النتيجة أن أصدرت إدارة الإعلام التربوي بإدارة تعليم صبيا أن مدير التربية والتعليم، أحمد ربيع، وجه بسرعة التحقيق مع معلم المدرسة، الذي قام بتصوير الطالب وهو يبكي، وأوضحت أن إدارة التربية والتعليم بمحافظة صبيا لن ترضى بمثل هذه التصرفات غير المسؤولة، مشددة على معاقبة هذا التصرف، وفق ما تراه لجنة التحقيق التي شكلت برئاسة المساعد للشؤون التعليمية”.
وتعلق “الموشى” قائلة: “لم نسمع بمثل هذه اللجان تتشكل، بينما تبث – يومياً – العديد من الصور عبر “الإنترنت” عن المدارس غير الصالحة للاستهلاك البشري أو التعليمي، التي تمتد على طول قرى السراة في الجنوب.
كل يوم نسمع عن حقوق انتهكت، فساد ساد وانتشر، ولا صوت ولا لجان ولا قرارات. كل يوم نرى ونسمع عشرات المقاطع عن العنف الكبير المجحف، الذي يحدث للأطفال، الذي يصور مدارس متهالكة، ومعلمين ومعلمات منذ سنوات يطالبون بحقوق ويعانون الظلم والعنف الوظيفي، عشرات المقاطع نرى فيها أطفالاً يتعرضون للأذى والشتم والتعنيف، ولم نسمع لجاناً تشكلت، وقرارات اتخذت بالسرعة التي طالت “معلم جازان”، الذي صور الطالب وهو يبكي، وخانته بديهته حين نسي مأثور الحديث: “إنما أهلك الذين قبلكم، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد”.. طبعاً مع اختلاف السرقة هنا بالمعنى المتعارف عليه، إذا ما اعتبرنا أن ما قام به المعلم سرقة للحظة ضعف بريئة لطفل طبيعي جداً، ومعلم طبيعي جداً كان يتحدث إلى تلميذه بمنتهى الوداعة والهدوء؛ ليحرضه على كتابة واجباته. ومن باب أن الجميع الآن أصبح يوثق بكاميرات هاتفه حتى الطعام الذي يتناوله، أراد مسايرة الموجة ونشر المقطع من باب الفكاهة”.
وتنهي الكاتبة قائلة: “لكن ما أسرع تشكيل اللجان والقرارات، التي تبدو أنها حازمة ومتابعة لكل صغيرة وكبيرة، وما هي إلا محاولة بائسة من وزارة التربية والتعليم؛ لإظهار أنها مسيطرة وقادرة على حل المشكلات، ونصرة المظلومين من رعاياها، بينما هي تقطع – بشكل مجحف – الحبل الذي يربط بين ذوي الضمائر والبصائر بين ممتهني مهنة التعليم والمسؤولين عنهم”.