اليوم في منتدى أسبار الدولي لعام 2018, أكد معالي وزير التعليم د. أحمد بن محمد العيسى بأن الوزارة في طور صياغة فلسفة جديدة للتعليم وهذا من خلال التعليم المبني على الكفايات، الذي ينطوي على إعادة هندسة عمليات التعليم والتعلم، ويستند إلى مبادئ تطبيقية عميقة الأثر من مثل: “جميع التلاميذ يستطيعون التعلم”، مع قياس تعلم التلاميذ من خلال ما يستطيعون قوله أو فعله أو كتابته، والاهتمام بالمهارات غير المعرفية ومهارات القرن الحادي والعشرين جنبًا إلى جنب مع المهارات المعرفية، والتأكيد على عمليات التقويم البنائي (أو التقويم من أجل التعليم) ليس عمليات التقويم الختامي (أو التعليم من أجل التقويم)، والأثر المتوقع بتيسير الله سيكون خريجًا ماهرًا منتجًا في سوق العمل ومواطنًا متحضرا .
جاء ذلك في كلمة الدكتور العيسى في منتدى أسبار الدولي، والتي ألقاها نيابة عنه وكيل وزارة التعليم للتخطيط والتطوير الدكتور نياف الجابري .
وقال في سياق كلمته : ” بدأنا في التعليم بتجديد سياسة وبرامج إعداد المعلم، إيمانًا بالأثر العميق للمعلم، وحتى يكون معلم المستقبل ذا مقدرة معرفية عالية، مستعدًا لتطوير نفسه مهنيًا، ومتسلحًا بالقيم الإيجابية، وبالتالي حاذقًا في تربية الأجيال” .
وأشار العيسى في كلمته إلى أن التعليم يعد الهاجس المؤرق للسّاسة في معظم الدول، المتقدمة قبل النامية، حيث تراكمت نتائج البحوث العلمية مع الخبرات التنموية العالمية لتؤكد على أن للتعليم أثر بالغ في النمو الاقتصادي، إضافة إلى أثره الذي لا يضاهي في شيوع القيم الحضارية وتسهيل المشاريع التنموية
واستعرض جهود المملكة ووضع التعليم في صدارة أولوياتها.. ” وضعت حكومة المملكة العربية السعودية منذ نشأتها على يد المغفور له الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن (طيب الله ثراه) التعليم في صدارة أولوياتها وجعلته متاحًا لكل أفراد المجتمع ومتيسرا لهم، حيث ظل التوسع مستمرا في مسارات التعليم ومستوياته المختلفة مواكبًا للنمو السكاني والحضاري في المملكة العربية السعودية. واستمر الإنفاق بسخاء على بناء المؤسسات التعليمية مع تتابع ملوك المملكة العربية السعودية حتى أصبحت بلادنا متقدمة في نظامها التعليمي مقارنة في كثير من الدول العربية والإسلامية، وتقلصت نسب الأمية الى أدنى مستوياتها. و على صعيد المنافسات الدولية حقق أبناؤنا وبناتنا جوائز متقدمة في المنافسة الأولمبية العالمية الخاصة بالتعليم، كما حلت أربع من جامعاتنا ضمن افضل 500 جامعة عالمية رائدة متقدمة في التصنيفات العلمية والبحثية الدولية ” .
وأضاف : ” خطواتنا أيضًا حثيثة لتطوير المناهج والكتب الدراسية محتوى وتنظيمًا وإخراجًا تماشيًا مع التقدم في تقنية المعلومات والاتصالات، ولتؤكد على جانب المهارات، وحتى يكون التعليم في المملكة العربية السعودية في مستوى يليق بالمكانة العالمية للمملكة، كإحدى أكبر اقتصاديات العالم . ونحن نخطط لهذه المشروعات ونحرص على تنفيذها بنجاح، فإنا لا نتجاهل التحديات التي قد تواجهها، ونخطط لقيادة التغيير مثلما نخطط للمشروع نفسه، وننعم بدعم منقطع النظير للتعليم من لدن سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهد الأمين ” .
ويركز منتدى أسبار الدولي في دورته الثالثة، وضمن فعالياته على موضوعات مهمة تخص التعليم، ويأتي تحت عنوان “عصر المستقبل.. السعودية غدًا”، وتستمر فعاليات المنتدى لمدة ثلاث أيام في الفترة من 4- 6 نوفمبر 2018، ويشارك فيه 90 متحدثًا من 17 دولة حول العالم، بالإضافة إلى عدد من صناع القرار البارزين وقادة المنظمات والشركات الكبرى، والخبراء في القطاعين الحكومي والخاص .