شدَّد على ضرورة معالجة المدمنين داخل الصحَّة المدرسية
متخصص: تدخين الطالب بداية لانحرافات سلوكية أخرى
عبد الله البرقاوي- سبق- الرياض: اعتبر أخصائي مكافحة التدخين ورئيس قسم الدراسات والأنظمة ببرنامج مكافحة التدخين بوزارة الصحة الدكتور جمال عبد الله باصهي، أن تدخين طلاب المدارس هو جرس إنذار لولي أمر الطالب، والمدرسة، في أن هذا الطالب قد يكون لديه انحرافات سلوكية أخرى، أو في طريقه إليها؛ لأن دخوله عالم التدخين الأسود يعني أنه تعدَّى العديد من الحواجز الاجتماعية والنفسية، التي كانت تمنعه من التدخين، وخاصة في مجتمعاتنا الشرقية التي يُعتبر فيها تدخين الشاب والمراهق سواء كان ذكراً أو أنثى خروجاً عن المألوف الأسري والاجتماعي.
وأشار “باصهي” إلى أن على الأخصائيين الاجتماعيين بالمدارس البحث عن الأسباب التي جعلت هذا الطالب يتعدَّى تلك الحواجز، وأن يعملوا على علاجها؛ فقد يكون واقعاً تحت تأثير صحبة غير طيبة أو مشاكل أسرية أو ضغوط نفسية واجتماعية.
وأضاف “باصهي”: أن أسباب انتشار التدخين بين طلاب المدارس عديدة ومتنوعة، وكل طالب مدخِّن له سببه الخاص الذي جعله من المدخنين، وأهم هذه الأسباب فضول التجربة والتقليد أو التأثر بصديق له، أو اعتقاده بأن التدخين هو إحدى علامات البلوغ والرجولة، أو التأثر بإحدى إعلانات شركات التبغ سواء كانت هذه الإعلانات مباشرة أو غير مباشرة، كتأثر الشباب بالتدخين في الأفلام والدراما السينمائية، وأيضاً هناك علاقة بين تدخين أحد أولياء أمور الطلاب أو كلاهما سواء الأب أو الأم وبين تدخين أبنائهم.
جاء ذلك تزامناً مع بدء العام الدراسي الجديد، حيث قامت وزارة الصحة وضمن البرنامج التوعوي “صحتي.. مدرستي” باستضافة أخصائي مكافحة التدخين رئيس قسم الدراسات والأنظمة ببرنامج مكافحة التدخين بوزارة الصحة الدكتور جمال عبد الله باصهي، وذلك من خلال مركز معلومات الإعلام والتوعية الصحية بوزارة الصحة، وعبر الهاتف المجاني 8002494444 وموقع وزارة الصحة على تويتر @saudimoh؛ للرد على أسئلة المتصلين بخصوص أثر التدخين على الشباب والمراهقين.
أما فيما يخصُّ مخاطر التدخين بين طلاب المدارس فقد أوضح الدكتور “باصهي” أنها تتلخَّص في تأثر الطالب بدنياً وذهنياً بآلاف المواد السامة والمسرطنة التي يحتويها التبغ المستخدم في التدخين، ويكون ضررها على الطالب أشد؛ لكون الطالب لا يزال في النمو الجسدي والذهني، ومن أهم هذه الأضرار الإصابة باعتلالات الجهاز التنفسي، التي تكون عادة سبباً لمرض وتغيُّب الطالب في كثير من أيام الدراسة، وهناك أيضاً ضرر بمراكز المخِّ المسؤولة عن الوظيفة الذهنية للطالب كالتركيز والتعلم والذاكرة، فيحدُث ضعف في هذه القدرات على عكس تماماً ما يعتقده كثير من الطلاب من أن التدخين يساعد على التركيز وخاصة أثناء الامتحانات.
وفيما يخص الطرق والوسائل التي يمكننا فعلاً من خلالها أن نقلل من انتشار هذه الظاهرة في المدارس تحديداً، فقد أكد أخصائي مكافحة التدخين الدكتور جمال باصهي، أن المدرسة هي بمثابة مجتمع صغير ولكنه مرآة لمجتمعنا الكبير، لذا فإن القضاء الكامل أو التقليل من ظاهرة تدخين طلاب المدارس هي مسؤولية جهات عديدة؛ الأسرة والمدرسة، وجهات أخرى معنية بانتشار آفة التدخين في المجتمع ككل، فعلى الأسرة القيام بدورها في توفير المناخ النفسي والاجتماعي الذي يجعل الطالب في حماية من آفة التدخين، وعلى المدرسة توعية الطلاب بمخاطر التدخين وتوفير الأخصائيين الاجتماعيين الذين يساعدون الطلاب على الوقاية من الوقوع في براثن هذه العادة الممرضة، كما يجب أن توفِّر الصحة المدرسية العلاج الكامل لمن أدمن التدخين من الطلاب من خلال برنامج علاجي متكامل لهذا الطالب؛ حتى يتخلص تماماً من إدمان هذه الآفة، ولعلَّ عرض مقاطع فيديو لمرضى أصيبوا بسرطان الرئة والحنجرة يؤثر بشكل كبير في عقول ونفسية الطلاب.
وفي إجابة عن مدى أهمية افتتاح وحدات الإقلاع عن التدخين في المدارس، اعتبر “باصهي” أن توفير خدمة الإقلاع عن التدخين بمراكز الصحة المدرسية أمر ممتاز ومطلوب؛ حتى يسهل على الطالب التوجُّه بسهولة إلى هذه المراكز لتلقي المساعدة والتخلص تماماً من آفة التدخين، وخاصة أن الطالب هو شخص مثالي ولكن وقع فريسة لعوامل جعلته يدمن التدخين، لذا على مقدمي هذه الخدمة التعامل مع الطالب المدخن بطريقة حضارية؛ فهو ليس مريضاً وإنما فقط شخص لديه مشكلة اجتماعية ويحتاج المساعدة”.