معلمات يخشين أودية تقطع الطريق ورداءة المبنى وشبح المنطقة النائية
بالصور.. مدرسة “مغلوث” للبنات بـ”القنفذة”.. طريق خطر وخدمات معدومة
سبق- القنفذة: تقطع معلمات “مغلوث الابتدائية” للبنات، شرق القنفذة، عشرات وربما مئات الكيومترات للوصول إلى هذه المدرسة النائية التي تفتقر إلى كل الخدمات من البنية التحتية والتموينية والصحية وغيرها وسط طريق وعر تقطعه ثلاثة أودية، ومتهالك في عدة أجزاء منه ولا يتسع إلا لسيارة واحدة فقط.
لكن المعاناة لا تنتهي عند هذا الحد، فالمدرسة التي تأسست عام 1431هـ، وتتبع مندوبية “أحد بني زيد” تستأجر مبنى شعبياً سقفه من الحديد (الهنجر)، وبعض جدرانه متصدعة، ولا يتجاوز عدد الطالبات في الفصل الواحد عشر طالبات.
كما أنها تعاني نقصاً في الخدمات المدرسية، ومنها الوسائل التعليمية وبعض الأثاث واستمرار انقطاع الكهرباء، وساحتها مكشوفة للسكان المجاورين لعدم وجود سور عالٍ لستر من بالداخل، ناهيك عن وجود حشرات وزواحف داخل المدرسة.
وعند هطول الأمطار وجريان السيول لا تستطيع المعلمات قطع الطريق، وأحياناً تعلق الدراسة لديهن عند الأمطار وسوء الأحوال الجوية خشية احتجازهن في الأودية بين جبال عالية وصخور.
ولا يوجد بقرية “مغلوث” محلات تجارية للتبضع منها أو محطات وقود أو مطاعم أو بوفيهات أو مركز أو مستوصف صحي، أما خدمة الهاتف الجوال فتعمل تارة وتارة أخرى لا تجد تغطية الشبكة.
إضافة إلى ذلك يكثر بها المتخلفون وتفتقد القرية إلى الدوريات الأمنية والدفاع المدني.
والمخجل أن إفطار الطالبات تجلبه مديرة المدرسة معها بصفه يومية، إضافة إلى أن المعلمات يحضرن إفطارهن من منازلهن, كونهن في منطقة نائية لا يوجد بها محلات توفره.
وقال معلم بالمنطقة لــ”سبق”: “مغلوث تحتاج إلى اهتمام المسؤول ورفع احتياجاتها الضرورية والماسة، أما مدرسة مغلوث للبنات فهي تحتاج إلى اهتمام كبير من قبل إدارة تعليم القنفذة، من خلال جولات المشرفات التربويات للمدرسة في نقل الحدث كما هو من خلال تقاريرهن عن المدرسة”.
ولفت إلى ما تعانيه معلماتها من “سوء المبنى وبعد المسافة وسوء الطريق، حيث يفضل تحسين الطرق وتوفير سبل الخدمات الضرورية، ومنها الصحية بالمقام الأول والإغاثية عند هطول الأمطار، كونها لا يوجد بها خدمات للدفاع المدني لجميع السكان، وفيهم المعلمون والمعلمات وطلاب المدارس في هذة المنطقة”.
ورأى أن “تكون معلمات المدرسة من المنطقة نفسها كونهن أعلم وأعرف بالبيئة، وحتى لا تكون هناك حالات احتجاز – لا قدر الله – عند هطول الأمطار”.
واستدرك: “إن لم يكن كذلك، فالأفضل عدم بقاء المعلمات لأكثر من عام دراسي في مدرسة نائية تفتقد للخدمات”.
وقال: إن “لهن الحق أن ينعمن كبقية زميلاتهن بأفضل المدارس وأوفر الوسائل، والاستقرار النفسي مهم لهن من أجل أداء الرسالة التعليمية التربوية”.
ولفت إلى أن “إعطاء المدارس في المناطق النائية الاهتمام الكبير والأولوية قد يجعل الكثير يرغب فيها ويحد من عملية التذمر والخوف والشحن النفسي”.