تصدعات وإهمال دورات مياه وتعطل مكيفات وتمديدات كهربائية مكشوفة
رغم ميزانية المليارات.. مدارس للبنات بالرياض وعسير في حال يُرثى لها
عبدالله البرقاوي- سبق-الرياض: قبيل انطلاقة العام الدراسي الجديد بـ24 ساعة نشرت “سبق” تقريراً، حمل عنوان (تساؤلات عن مصير “مليارات” ميزانية وزارة التربية والتعليم: مع انطلاقة الدراسة.. مدارس بلا أثاث.. ودورات مياه محطمة).
التقرير حينها حكى الواقع في بعض المدارس بعدد من مناطق السعودية، الذي كان على عكس التصريحات الإعلامية؛ إذ إنه بالرغم من الميزانية السنوية الضخمة، وتخصيص 3.5 مليار ريال للتأهيل والترميم، و800 مليون ريال لتأمين وسائل الأمن والسلامة في المدارس، إلا أن بعض المدارس لم يكتمل آنذاك فيها الأثاث، وأخرى لم تُنجز صيانتها بعد؛ ما أبرز التساؤلات عن جدوى التصريحات ومصير المليارات التي تُخصّص لتهيئة المدارس، خاصة أن فترة الإجازة كانت طويلة وكفيلة بصيانة وترميم المباني التعليمية، في ظل وجود مدارس دون أثاث، ودورات مياه محطمة.
ورغم مرور أيام على التقرير، وبدء الدراسة الفعلية للطلاب والطالبات، إلا أن “سبق” رصدت ملاحظات بالجملة داخل ثلاث مدارس للبنات في الرياض وعسير، صورها تثير الدهشة.. وما يزيد الاستغراب أن بعضها تعاني الإشكاليات منذ سنوات طويلة دون حلول جذرية.
في الابتدائية 275 بحي النسيم في الرياض، والمتوسطة 146 في حي السعادة “السلي” بالرياض، والمتوسطة والثانوية للبنات في الحبيل برجال ألمع في منطقة عسير، الوضع متشابه إلى حد كبير؛ ويمكن وصفه بـ”بيئة” غير مناسبة للتعليم، تصاحبها خطورة يومية، تحيط بالطالبات مع كل يوم دراسي.
تمديدات كهربائية مكشوفة، مع تصدعات في الجدران والسلالم، وعطل مكيفات، وانعدام صيانة في دورات المياه، وغيرها من الملاحظات التي اشتكت منها إدارات المدارس، وطالبت بتلافيها على مر سنوات، دون أن يُنظر لها بالاهتمام الواجب!
* الابتدائية 275 بالرياض
الحالة يرثى لها في الابتدائية 275 للبنات في حي النسيم بالرياض. قال أولياء أمور عدد من الطالبات إن مبنى المدرسة المستأجَر في حالة يرثى لها، مشيرين إلى أن وضع المبنى مثير للاستغراب؛ إذ إنه ورغم تهالكه، وعلى الرغم من كثرة الشكاوى وتزايد المطالبات بالنظر في وضعه منذ سنوات، إلا أن الحال كما هي؛ لم تتغير.
ويقول اثنان من أولياء الأمور (سيف العجمي وفهد العتيبي) إن المدرسة تغيب عنها الصيانة، وأصبحت بيئتها غير تعليمية، ولا تهيئ المعلمات للتدريس بطريقة مناسبة، ولا الطالبات للاستيعاب.
وأضافوا “مع ارتفاع درجات الحرارة هناك مكيفات لا تعمل في عدد من الفصول وداخل الساحة، إضافة إلى أن التصدعات في جدران المدرسة والسلالم تثير رعب الطالبات، وتهدد سلامتهن”.
وقالوا “هناك أيضاً تمديدات كهربائية مكشوفة تهدد الطالبات، وإنارة المدرسة غالبيتها لا تعمل، كما أن دورات المياه فيها تحتاج للصيانة”.
أولياء الأمور ناشدوا وزير التربية والتعليم ومدير تعليم الرياض الوقوف على وضع المدرسة، وإجراء صيانة شاملة لها، وإنشاء مبنى حكومي أو استئجار مبنى لائق، حرصاً على سلامة الطالبات ومنسوبات المدرسة، وتهيئة للأجواء التعليمية المناسبة بدلاً من الوضع المتهالك حالياً.
صور الابتدائية ٢٧٥ للبنات في حي النسيم بالرياض
* متوسطة 146.. المبنى آيل للسقوط!!
في المتوسطة 146 للبنات في حي السعادة شرقي الرياض لم تكن الحال أفضل من سابقتها؛ فقد أظهرت صور من داخل المدرسة تصدعات خطيرة وتمديدات كهربائية مكشوفة وجدران متهالكة في المبنى المستأجر، الذي يضم نحو 250 طالبة.
تقول منسوبات المدرسة في شكواهن إنهن يعانين الرعب والخوف يومياً؛ كون مبنى المدرسة متهالكاً وآيلاً للسقوط، إضافة إلى أعطال الكهرباء المتكررة، واستمرار عمل جرس الإنذار في الكثير من الأيام؛ ما يثير رعب الطالبات ومنسوبات المدرسة بشكل متكرر.
وتبيّن منسوبات المدرسة أن المبنى سبق أن سجل حوادث التماس كهربائي، وجرى نقلهن لمبنى آخر، وبعد انتهاء الاختبارات عُدن للمبنى نفسه مجدداً!
وتؤكد المعلومات أن إدارة المدرسة سبق أن خاطبت إدارة التعليم عن وضع المبنى والكهرباء أكثر من مرة، دون أن يكون هناك اهتمام بحجم الإشكالية، مبينة أن تقارير الدفاع المدني سبق أن رصدت ملاحظات عدة على وضع المدرسة.
وأبرز وضع المدرسة المتهالك التساؤلات عن مصير المليارات التي تُخصَّص لوزارة التربية والتعليم لإنشاء مدراس حكومية، وتأهيل المباني المستأجرة، خاصة بمثل هذه المدارس التي تقع في العاصمة الرياض، وتضم مئات الطالبات ومنسوبات التعليم، ومع ذلك تعاني الإهمال، والخطر يحيط بمنسوباتها وطالباتها.
وتزايدت المطالبات بالنظر في وضع المدرسة، وإجراء صيانة شاملة لها، أو استئجار مبنى بديل مهيأ لحين إنشاء مبنى حكومي ينهي معاناة الطالبات ومنسوبات المدرسة.
صور المتوسطة ١٤٦ في حي السعادة (السلي) بالرياض
* متوسطة وثانوية الحبيل في رجال ألمع.. تمت الصيانة ونُسيت “المكيفات”
إشكاليات مدارس البنات لم تتوقف في الرياض؛ إذ تعاني طالبات متوسطة وثانوية الحبيل في محافظة رجال ألمع بمنطقة عسير أعطال أجهزة التكييف وعدم كفاءتها.
وقال أولياء الأمور لـ”سبق”: جرت صيانة للمدرسة وتم ترميمها، ولكن نُسيت المكيفات، رغم المطالبات بالنظر في وضعها لأهميتها! مشيرين إلى أن أعمال الترميم ركزت على الديكورات والشكل الخارجي وبعض الغرف الإدارية، دون أن يُنظر إلى أهمية أجهزة التكييف، خاصة أن أجواء المنطقة تميل للحرارة؛ ما دفع أحد أولياء الأمور لعرض تبرعه بتركيب مكيف في فصل ابنته خوفاً عليها من ارتفاع درجات الحرارة.
وأكدت المعلومات أنه رغم إجراء عمليات الترميم والصيانة للمدرسة إلا أن معامل المدرسة غير مجهَّزة، كما أن غرف معلمات المدرسة لا تتوافر فيها التجهيزات اللازمة.
أولياء الأمور طالبوا إدارة التربية والتعليم بالنظر في وضع المدرسة وصيانة أجهزة التكييف، وتجهيز المعامل وغرف المعلمات؛ لتوفير البيئة التعليمية المناسبة للمعلمات والطالبات، خاصة أن المدرسة تمت صيانتها وترميمها حديثاً.
متوسطة وثانوية الحبيل في رجال المع
“سبق” ترحِّب باستقبال الملاحظات على المدارس من جهتها، وتؤكد أن ما عُرض في التقرير الأول عن وضع المدارس مع انطلاقة الدراسة، وما يعرض في تقرير اليوم، نماذج لأوضاع بعض المدارس.
وتسعد “سبق” باستقبال أية ملاحظات مصوَّرة على المدارس على الإيميل: [email protected]؛ وذلك لمواصلة إعداد التقارير وعرض الملاحظات على المسؤولين في الجهات المعنية، أملاً بالتجاوب بصيانتها، وتلافي ملاحظاتها، وتوفير البيئة التعليمية المناسبة للطلاب والطالبات.