المتأمل لحال التعليم في بلادنا يصاب بالإحباط؛ إذ اعتاد الطلاب على أن يحفظوا ما يسمعون وما يقرؤون، وفي الامتحانات يصبونه على الأوراق، ثم ينجحون ويأخذون الشهادة فقط؛ فلا توجد علاقة حقيقية بين الطالب والكتاب، فتجد الطالب المسكين يضطر لحفظ هذا الحشو وهذه الزيادات؛ كي لا يتعثر في الاختبارات.. مناهج حرفية وحشو لا تتوازى مع النقلة الصناعية العالمية.
وطننا يحتاج إلى الجديد والمفيد لا التجديد العشوائي.
السعودية تحتل مراكز متأخرة في الرياضيات والعلوم، حسب تقارير دولية عن التعليم، صدرت في السنوات الأخيرة.. فما الغائب في تعليمنا؟! ومن أين جاء التقصير من العناصر الثلاثة: المعلم أم المناهج أم الطالب؟!
لا أحد ينكر أن المستوى التحصيلي للطلاب في انحدار، ومستقبلهم مرهون بالتعليم، ولكن أين مكمن الخلل؟ وهل هو مقصود؟ أم ماذا؟؟؟
أسئلة كثيرة تؤرقني؟؟!!
سياسات التعليم في الدول المتقدمة تنظر فيما يريده المجتمع من التعليم، وما يتوافق مع مستقبله وطموحه، لا ما يريده التعليم من المجتمع ويتوافق مع استراتيجياته وعليه يتم رسم سياسات وأهداف التعليم.
ولكن يبدو أن “الغفوة” ستستمر، ولن تفيق منها وزارة التربية والتعليم إلا بعد أن تمتلئ الشوارع بشباب عاطل، فاقد للأمل، والسجون بمشردي التعليم..
المطلوب الآن – في نظري – هو الخروج من عباءة التلقين التقليدي، وبعدها سيتطور التعليم.