مقال : “تصحيح العمالة” ومأزق المدارس!!
من المعلوم أن يوم 29 من شهر ذي الحجة تنتهي المدة التصحيحية للعمالة المخالفة في تصحيح وضعها. وباقتصار العمالة على العمل لدى كفلائهم فقط سيضع بعض الإدارات الحكومية في مأزق كبير، على الرغم من فترة التمديد المناسبة نوعاً ما التي وضعتها الحكومة، والتي كانت لمدة 3 أشهر، وانتهت في 28 شعبان الماضي، فتم تمديدها حتى 29 ذي الحجة؛ ليطبق النظام على المخالفين مع بداية السنة الجديدة 1435هـ إن شاء الله.
ومن تلكم القطاعات، التي ستتضرر من غياب العمالة النظامية، مدارس البنين والبنات، حينما يغادرها في يوم 29 من الشهر الحالي عمال النظافة؛ بسبب مهلة التصحيح، وضرورة عملهم لدى كفلائهم!! هذا إذا علمنا أن مدارس البنين والبنات بحسب أنظمتها تتيح لكل 150 طالباً أو طالبة عامل/ ة نظافة، وبعض المدارس فيها من 5 إلى 6 عمال نظافة، فكيف يتصور حال بيئة مدارسنا إذا ما غادرها عمال النظافة؟! ولاسيما أن بعض المدن كمكة لها تجارب في إضراب عمال النظافة لعدد من الأيام؛ فساءت جدًّا أحوال النظافة، وتكومت الأوساخ في الشوارع والأحياء بشكل مقزز، وغير مسبوق!! وهذا لأيام عدة فقط، فما بالنا إذا تغيب العمال والعاملات بالمدارس بشكل نهائي، فماذا سيحدث للبيئة الصحية بالمدارس حينها؟! وكيف سيكون حال مدارسنا “بنين وبنات” إذا ما غابت النظافة بشكل نهائي بها؟! وما تأثيرها على الناحية الصحية لها، في ظل صمت وزارة التربية، وصمت إدارات التربية، وعجزها عن وضع الحلول والبدائل المناسبة مع علمهم بانتهاء المدة منذ وقت مبكر، حينما خاطبهم مديرو ومديرات المدارس، ولكن لم يتم توفير البديل حتى كتابة هذا المقال، على الأقل في مدارس تعليم مكة للبنين والبنات!!
مسؤولو التربية والتعليم ومسؤولو إدارات التربية غائبون أو مغيَّبون عن وضع كثير من الأمور في المدارس، ليس فقط في تجهيزاتها بما يلزم وتوفير النقص بها، ولا نجد من بعضهم سوى التصريحات في الصحف فقط، بينما الواقع مخجل، مخجل جداً!! بل تعدى الأمر إلى غيابهم عن الاهتمام بالبيئة الصحية لطلابنا وطالباتنا، الذين طالما تغنوا بالاهتمام بهم، وبأنهم محور العملية التعليمة، ولكننا لا نرى منهم أي تحرك أو تصرف تجاه انتهاء مدة التصحيح بنهاية العام الحالي 1434هـ حتى الآن!! فهذه أزمة بيئية قادمة لمدارسنا، فأين أنتم منها يا مسؤولي التربية؟!