أعلن مستشار خادم الحرمين الشريفين سمو أمير مكة المكرمة خالد الفيصل عن موافقة خادم الحرمين الشريفين سمو الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- على إطلاق جائزة الأمير عبدالله الفيصل للشعر العربي في دورتها الأولى.
وأكد سمو أمير منطقة مكة المكرمة رئيس مجلس أمناء أكاديمية الشعر العربي أن موافقة خادم الحرمين الشريفين تؤكد حرصه وعنايته بالثقافة ، والفكر ، والأدب.
وقال سموه خلال حفل إطلاق جائزة الأمير عبدالله الفيصل العالمية للشعر العربي “نسعد اليوم بإطلاق هذه الجائزة الفتية التي تنطلق من جامعة وأكاديمية فتية ، وأسأل الله التوفيق للجميع لترتقي هذه الجائزة إلى مستوى طموح قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- الذي شرفنا بموافقته لأول مرة على جائزة شعرية ، وإطلاقها باسم الأمير عبدالله الفيصل -رحمه الله- ، ذلك الرجل الذي تدين له الثقافة والشعر في المملكة العربية السعودية بالشيء الكثير ، فلقد حمل لواء الشعر العربي السليم بلغته السليمة ليكون منبراً عالياً لثقافة الإنسان السعودي”.
وأكد أمير منطقة مكة المكرمة أهمية العناية باللغة العربية والاعتزاز بها فهي لغة القرآن الكريم آخر الكتب السماوية، لذا لا بد علينا أن نسهم في نشر اللغة العربية من منطلق ما خصّ الله به هذه الأرض كونها مهبط الوحي ومهد آخر الرسالات السماوية، وأن نعيد مكانة الحَرف والقصيدة والمقالة والكتاب باللغة العربية السليمة لنكون سفراء هذه الثقافة التي ترفع رأس كل سعودي.
وقدّم سموه الشكر والتقدير للقائمين على أكاديمية الشعر العربي وجائزة الأمير عبدالله الفيصل العالمية للشعر العربي، سائلاً الله لهم التوفيق لتحقق هذه الجائزة الآمال والطموحات.
وتبلغ قيمة جائزة الأمير عبدالله الفيصل العالمية للشعر العربي مليون ريال موزعة على ثلاثة أفرع ، الأول: للشعر العربي وتبلغ جائزته نصف مليون ريال وتمنح الجائزة لشاعر عربي معاصر على مجمل أعماله الشعرية التي اتسمت بغنى التجربة، بحيث لا يقل إنتاجه الشعري عن 3 دواوين مطبوعة، ومكتوبة باللغة العربية الفصحى، وأن تلتزم الدواوين المقدمة في موسيقاها بالإيقاع الشعري المنضبط “العمودي والتفعلية”، وأن يتم ترشيح الشاعر من خلال إحدى المؤسسات الثقافية المتخصصة، أو دور النشر العربية أو العالمية، فيما لا يحق لأي عضو في لجان التحكيم التقدم للجائزة في السنة التي يشارك فيها في أعمال التحكيم.
أما الفرع الثاني فقد خُصص للشعر العربي المسرحي وتبلغ قيمة الجائزة 300 ألف ريال مخصصة للشعر المسرحي على أن يكون العمل المقدم في قالب شعري مكتوب باللغة العربية الفصحى ، وأن يسلم من الأخطاء اللغوية والعروضية ، ويشترط أن يكون للشاعر إنتاج أدبي متميز ومنشور ومكتوب باللغة العربية الفصحى ، لا يقل عن ديوان واحد أو مسرحية شعرية واحدة أو من القصائد المنشورة في حدود (10قصائد على الأقل) ، ويشترط أيضاً أن يتم ترشيح المسرحية الشعرية من خلال إحدى جمعيات الثقافة والفنون ، أو النوادي الأدبية أو المؤسسات الثقافية المتخصصة ، أو المؤسسات الفنية مثل: المعاهد والمراكز المتخصصة في المسرح حكومية أو أهلية ، ويجوز الترشح الشخصي على أن يكون بتوصية من إحدى الجهات (السابق ذكرها) ، ويجب أن يُشار إلى هذا في بيانات الترشيح ، فيما لا يحق لأي عضو من لجان التحكيم التقدم للجائزة في نفس السنة التي يشارك في التحكيم.
ويأتي الفرع الثالث للشعر المُغنى وقيمة جائزته 200 ألف ريال ، وتمنح الجائزة للجهة المنتجة لعمل غنائي قائم على قصيدة لأحد الشعراء العرب المعاصرين ، وأن يكون العمل إضافة في المجال الفني ، وأن تلتزم القصيدة في موسيقاها بالإيقاع الشعري المنضبط (العمودي والتفعلية) مع مراعاة سلامة اللغة ومناسبة اللحن إلى جانب مراعاة المقاييس الفنية الموسيقية في اختيار القصيدة المغناة ، وأن يكون للشاعر انتاج شعري متميزي لا يقل عن ديوان ، أو عدد من القصائد المغناة ، أو المنشورة أو كليهما في حدود 10 قصائد على الأقل ، وأن يتم ترشيح الأغنية من خلال إحدى جمعيات الثقافة والفنون أو النوادي الأدبية أو المؤسسات الثقافية المتخصصة ، أو من خلال المؤسسات الفنية مثل: المعاهد والمراكز المتخصصة في الموسيقى العربية حكومية ، أو أهلية في الوطن العربي ، ويمكن للجهة المنتجة ترشيح نفسها على أن يكون الترشيح بتوصية جهة معتمدة.
ويجب أن تلتزم الجهة الفائزة بالحضور بصحبة شاعر القصيدة ومغنيها ملحنها للحفل مع الالتزام بأداء الأغنية على المسرح وأخيرا لا يحق لأي عضو من لجان التحكيم التقدم للجائزة في نفس السنة التي يشارك في التحكيم.
من جانبه عدّ مدير جامعة الطائف أمين عام أكاديمية الشعر العربي الدكتور حسام زمان أن احتضان جامعة الطائف لأكاديمية الشعر العربي شرفاً وفخرا لها ، ودليلا على إيمان سمو الأمير خالد الفيصل بدور الجامعة (كمؤسسة بلا أسوار) في دعم الثقافة المثقفين والعلم والعلماء ، وبقدرتها على إدارة هذا المشروع الثقافي بكفاءة واقتدار، في ظل رعايته الكريمة ومتابعته الحثيثة، وفي إطار الأهداف الموضوعة والخطط الطموحة لهذه الأكاديمية.
وقال: “تعد أكاديمية الشعر العربي بجامعة الطائف مؤسسة متخصصة في تنمية الشعر العربي الفصيح ودعمه وتطويره، بتقدير فحول الشعراء والمبرزين منهم، ودعم الموهوبين والناشدين، وتحريك مياه الأنشطة الشعرية والنقدية ، وتعزيز دور الشعر العربي الفصيح في ثقافتنا المعاصرة”.
وأضاف “إن اسم الشاعر الأمير عبد الله الفيصل، اسم يختزل تاريخا ثقافيا وشعريا ملهما ، كان –ولا يزال– له دوره وحضوره في المشهد الشعري والثقافي بما ترك من كلمة باقية وأثر ضارب في الجذور استلهم منه الأمير خالد الفيصل هذه الجائزة التي تحمل من الدلالات المعبرة عن عزِّ هذا الوطن ومكانته ووفائه لرموزه وقاماته”، مشيراً إلى أن الجائزة بفروعها المختلفة تهدف للحفاظ على اللغة العربية ، ونشر الشعر العربي الفصيح ، وتعزيز وجوده ودوره ، ودعم حركات تجديد القصيدة العربية مع الحفاظ على امتدادها وتاريخها ، وأصالتها بأوزانها وقوافيها ، وتقدير المبدعين ، بوصف هذا كله سبيلا لدعم الحضارة العربية والإنسانية واستحضارها في المشهد العالمي شعرا ومسرحا شعريا وقصيدة مغناة”.
ولفت إلى أن سمو أمير المنطقة وجه بتخصيص أرض في قلب الطائف بمساحة 20 ألف متر مربع لأعمال الصندوق الوقفي للأكاديمية.
وبين الدكتور زمان أن الأكاديمية ستعمل تحت إشراف مجلس أمناء يرأسه الأمير خالد الفيصل وبعضوية من المثقفين والأدباء وبمتابعة لجنة تنفيذية في جامعة جامعة الطائف بمشاركة أكاديميين وأكاديميات على درجة عالية من الكفاءة والخبرة على تحقيق أهدافها من خلال العديد من المشروعات والمبادرات والبرامج الجديدة ، منها على سبيل المثال لا الحصر من خلال وحدة البحوث والاستشارات يجري العمل على مشروع تقرير حالة الشعر العربي ، وهو تقرير سنوي يدرس حالة الشعر العربي في الأقاليم العربية جميعها، وحضوره في الثقافات الأخرى، سواءً من خلال الترجمة أو الفعاليات التي يقيمها الشعراء العرب في هذه الأقطار، ويشارك في رصد الحالة 36 باحثاً عربياً ، كذلك ومن خلال وحدة التدريب تم بحمد الله وضع تصور كامل أندية الشعر العربي في المدارس والجامعات.
كما تعمل الأكاديمية على نشر الثقافة الشعرية للناشئة عن طريق تأسيس الأندية الشعرية في مدارس البنين والبنات، عبر مشروع مرحلي ينطلق من مدارس وجامعات منطقة مكة المكرمة أولاً، ثم يتطور لاحقاً عبر مراحل أخرى لتشمل هذه الأندية جميع مناطق المملكة ، فيما سيقوم هذا المشروع على برنامج تدريبي لحقائب تدريبية بمستويات مختلفة من المرحلة الابتدائية حتى الثانوية تشمل الحفظ والإلقاء والتقطيع العروضي والثقافة الشعرية العامة ، كما تعمل حالياً وحدة الأنشطة والفعاليات على مشروع عواصم الشعر العربي، وهو مشروع احتفائي تقيمه الأكاديمية بشكل سنوي، حيث يتم اختيار مدينة عربية لإقامة احتفالية خاصة بالشعر العربي، بالتعاون مع جهات ثقافية وإعلامية، ويتم من خلال الفعالية نشر الأبحاث النقدية التي تدور حول أبرز شعراء هذا البلد، إضافة إلى إقامة المعارض والأمسيات الشعرية المصاحبة.